"الجبهة" ذكَّرت بتواطؤ السلطة و"فتح" هدَّدت بقطع التمويل فعاليات تضامنية مع أحمد سعدات تفجِّر سجالاً وتراشقًا بين الجبهة الشعبية وفتح
[img]
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط][/img]
قوات الامن الفلسطيني تسلم نفسها القوات الحتلال
دخلت "الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين" وحركة "فتح" في سجالٍ إعلاميٍّ وتبادلٍ للاتهامات على خلفية تأكيد الأولى دَور أركان سلطة المقاطعة في رام الله من حركة "فتح" في تسليم الأمين العام للجبهة إلى الاحتلال الصهيوني.
فالقيادي في "فتح" وعضو كتلتها البرلمانية ماجد أبو شمالة زعم في بيانٍ له تلقى "المركز الفلسطيني للإعلام" نسخةً منه، انسحاب أهالي الأسرى وأبناء "فتح" من مؤتمرٍ تضامنيٍّ مع سعدات عقد الخميس (22-10) في غزة احتجاجًا على تصريحاتٍ لعضو اللجنة المركزية للجبهة جميل مزهر.
المفارقة في تصريح أبو شمالة أنه وزَّعه بصفته أمين سر جمعية الأسرى والمحرَّرين "حسام" ومن بريدها الإلكتروني الخاص، معتبرًا أن تصريح مزهر في حملة التضامن مع أحمد سعدات لم يكن في محله، وأن السلطة الفلسطينية غير مسؤولة -كما ادعى- عن اعتقال سعدات، وأن من يتحمَّل المسؤولية هو أمريكا والاحتلال الصهيوني بإمكانياته العسكرية الهائلة.
ملابسات اعتقال سعدات
وكان سعدات اختطف من سجن أريحا التابع لـ"السلطة الفلسطينية" بحراسةٍ بريطانيةٍ وأمريكيةٍ في آذار (مارس) 2006، الذي كان محتجزًا فيه منذ عام 2002، على خلفية قيام مجموعة من "الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين" باغتيال وزير السياحة الصهيوني "رحبعام زئيفي" في السابع عشر من تشرين الأول (أكتوبر) 2001؛ ردًّا على اغتيال الأمين العام السابق لـ"الجبهة الشعبية" أبو علي مصطفى في 27 آب (أغسطس) 2001.
"فتح" تحدد خطوط الكلام لـ"الشعبية"!
وكشف أبو شمالة أن حركته حدَّدت لـ"الجبهة الشعبية" -خلال اجتماع لجنة الأسرى للقوى الوطنية والإسلامية بمقر الجبهة نفسها في مدينة غزة الذي عقد مؤخرًا- ما يمكن أن تقوله، وطالبتها بعدم التهجُّم على السلطة خلال الفعاليات التضامنية مع سعدات مثلما حصل في العام الماضي.
وأكد أبو شمالة أن مسؤول "الجبهة الشعبية" التزم بذلك قائلاً: "سوف نأخذ ذلك في عين الاعتبار".
مزهر خرج عن النص الفتحاوي فانطلقت الأبواق تهاجمه
غير أن مزهر أكد خلال اعتصامٍ تضامنيٍّ مع سعدات نُظِّم أمام مقر الصليب الأحمر الدولي في غزة صباح الخميس (22-10) أن سعدات والشعب الفلسطيني تلقى طعنة في خاصرته حينما قامت السلطة باعتقاله، متعهدًا بملاحقة من تسبَّب بذلك.
وقال: "كان الأَوْلى أن تقوم "السلطة الوطنية الفلسطينية" بحماية المقاومين والثناء على هذا العمل البطولي الذي كان ردًّا طبيعيًّا على جريمة اغتيال الرفيق القائد أبو علي مصطفى".
بينما زعم أبو شمالة القيادي في "فتح" أن أعضاءً من حركته وجمعية "حسام" قاموا بحشد عناصرهم وأهالي الأسرى للمشاركة في المهرجان التضامن مع سعدات، إلا أنهم فوجئوا بتهجُّم مزهر فانسحبوا بشكلٍ منظمٍ وغير فوضويٍّ وسلميٍّ من أجل عدم التأثير في نجاح المهرجان.
مزايدة وتهديد بقطع الميزانية
ولم تكتفِ ماكينة "فتح" الإعلامية بهذا التعليق، بل روَّجت عدة أخبار في مواقعها المتعدِّدة تهاجم "الجبهة الشعبية" وتذكِّرها بالميزانية الكبيرة التي تأخذها من حركة "فتح"، وحاولت أن تميِّز بين موقف مزهر وموقف الجبهة.
غير أن "الجبهة الشعبية" فجَّرت مفاجأة بالتشكيك في أصل رواية أبو شمالة، لافتة إلى عدم مشاركة أعضاء من "فتح" في الاعتصام التضامني، وأكدت أن تصريحات مزهر تعبِّر عن موقف الجبهة ككلٍّ لا موقفه الشخصي.
"الشعبية".. صمتٌ رسميٌّ وهجومٌ مضادٌّ
وفيما أحجمت الجبهة رسميًّا -لاعتباراتٍ ربما لها علاقة بالتمويل كما قالت مصادر "فتح"- عن الرد على كيل الاتهامات إليها، تركت المجال لأحد منظِّريها الذي اكتفى بتعريف نفسه بـ"أبو كنعان" للرد، والذي عاب على وكالات الأنباء المحسوبة على "فتح" هجومها غير المبرَّر على الجبهة وعلى مواقفها السياسية الأخيرة الخاصة بالشأن الفلسطيني.
وأكد أن الهجوم والتصعيد الإعلامي الفتحاوي تضمَّن تزويرًا للحقائق وفبركةً واضحةً للأحداث، وجهلاً كبيرًا في الرؤية السياسية، وحقدًا أعمى على كل مواقف الجبهة؛ الأمر الذي يطرح علامة استفهام كبيرة حول الهدف من هذه الحملة البشعة.
اتهامات فوضوية جزافية!
وقال: "مرة أخرى تواصل حركة "فتح" تهجُّماتها بشكلٍ فوضويٍّ معهودٍ وتصريحاتٍ لا ترابط بينها سوى كيل الاتهامات جزافًا هنا وهناك دون أن تقدِّم توضيحًا أو رؤية تشمل موقفها بشكلٍ يوضح منهجًا سليمًا في النقد والنقد الذاتي"، متسائلاً عن ماهية المعايير التي ركزت عليها تلك القيادات الفتحاوية خلال هجومها على "الجبهة الشعبية" ومواقفها.
وأضاف أبو كنعان: "على حركة "فتح" أن تدرك جيدًا وتفكر مليًّا في أن مزايداتها على الجبهة هذه المرة شهدت تطورًا غريبًا واستهدافًا واضحًا لها"، محاولاً في نفس الوقت استعطاف "فتح" بأنها لعبت دورًا في الهجوم على حركة "حماس" وخطواتها في قطاع غزة.
موقف ثابت من تحميل السلطة مسؤولية اختطاف سعدات
وأشار إلى أنه ليس جديدًا تحميل "الجبهةِ الشعبية" السلطةَ المسؤوليةَ عن أحداث سجن أريحا، مؤكدًا أن الجبهة عبَّرت عن هذه المواقف بصراحةٍ شديدةٍ مرارًا وتكرارًا في فعالياتها ولقاءاتها حتى مع حركة "فتح"، ولا تزال تطالب بمحاكمة المتورِّطين في هذه الجريمة النكراء.
وتساءل عن أسباب هجوم قيادات من حركة "فتح" على هذه الموقف القديم الجديد؛ "فهل المؤتمر الحركي الأخير لحركة "فتح" وإفرازاته قيادات جديدة عليها مليون علامة استفهام له علاقة بهذه الحملة الشرسة؟! أم أن هناك أسبابًا أخرى ربما الأيام القادمة ستكشفها؟".
الملابس الداخلية هي الدليل!
وقال: "أما بخصوص جريمة اختطاف الرفيق أحمد سعدات من سجن أريحا فإنني أوجِّه بعض الأسئلة إلى حركة "فتح": هل قوات من كوكب المريخ اقتحمت كوكب الأرض وقامت باعتقال الرفيق سعدات ووضعته في سجن أريحا؟! هل القوات التي خرجت بملابسها الداخلية أمام الكاميرات إبَّان اقتحام سجن أريحا، هي قوات حماية البيئة على المحيط الهادي؟! أم هي قوات لـ"السلطة الفلسطينية" طالما عوَّدتنا على مشاهد خلعها الملابس أمام كاميرات الإعلام وكأنه مقطع جميل لفيلم جنسي يعرض على محطة تلفزة متخصصة في أفلام "البورنو"؟!".
تحدَّى أن تكون "فتح" شاركت في الاعتصام التضامني
وتحدَّى كنعان حركة "فتح" أن تأتيَ بدليلٍ على انسحاب قيادات منها ومحسوبين عليها من الاعتصام أمس أمام مقر الصليب الأحمر، متسائلاً: "هل كانت هناك قيادات من حركة "فتح" بالأساس في المكان حتى تنسحب؟!".
من يملك تغييب الحقيقة؟!
وشدد على أنه "لا يمكن بأية حال من الأحوال، ولا يستطيع أحد أن يغيِّب الحقيقة... الحقيقة الواضحة التي تمثلت في جريمة ونهج سلطوي معهود في التعرُّض للمقاومة والتنسيق الأمني مع قوات الاحتلال بل وقتل المقاومين كما حدث أخيرًا في قلقيلية"، مستغربًا محاولة حركة "فتح" وقيادة السلطة التملُّص والهروب من مسؤولياتها المباشرة عن جريمة سجن أريحا.
