الرجل الدونجوان

يسلمووووووووو

........

thxxx

زائر

شكرا عالموضوع
كنكم مش قارئين الموضوع
اقراوه

دون جوان

لو طرحت سؤالا عن مغزى استخدام اسم الدون ( جوان ) لوصف شخص ما ، فبالتأكيد لن أجد من لا يعرف الرد ، فهذا الاسم أشهر من نار على علم كـ( لقب ) ، يسعى نصف رجال وفتيان الأرض للظفر به ، بينما يتمنى من يمثلون النصف الآخر لو لم يكونوا ملتزمين أو خجولين أكثر من اللازم ليشاركوهم السعي !
وهو ، كذلك ، الشخص الذي تبدي نصف نساء وفتيات الأرض إعجابهن به جهرا وعلانية ، وتبدي الباقيات امتعاضهن منه ، متمنيات ـ سرا ـ لو لم يكن محترمات أو خجولات أكثر من اللازم ليفعلن مثلهن !

أعتقد أننى لو استرسلت أكثر فى الحديث عن المعاني السابقة فلن ( أخلص ) ، ولذلك أرجو أن يسامحني الجميع على تلك المقدمة المتحذلقة التي لم أستطع منع نفسي من كتابتها ، ولننتقل الآن للحديث عن أصل الشخصية : فمن يكون دون ( جوان ) هذا ؟

برز دون ( جوان ) كشخصية أسطورية فى الفولكلور الإسباني ( بالطبع يكون النطق الصحيح لاسمه بالإسبانية هو دون خوان ) ، وذاع صيته فى ( أوروبا ) فى القرن السابع عشر ، قبل أن تنتقل شهرته للعالم أجمع ، ويؤكد أغلب الرواة أنه شخصية خيالية مطلقة ، بينما يصر القليلون على وجود أصل حقيقي لتلك الشخصية فى ( إسبانيا ) القرن أوسطية .

تقول الأسطورة إن دون ( خوان ) كان عاشقا شهيرا ، أغوى أكثر من ألف امرأة ( لا أعلم كيف وجد الوقت لذلك ) ، دون تعقيدات أو منغصات ، لكنه ـ أخيرا ـ عندما حاول استمالة فتاة أرستقراطية جميلة هى دونا ( آنا ) ، يكتشف والدها ـ قائد الجيش ـ ذلك ، فيدعوه للمبارزة ، فيتنازلان ليتمكن دون ( خوان ) من قتل القائد والهرب ( وهو الأمر الذي يثير التساؤلات عن هذا الجيش الذي يُهزم قائده في مبارزة أمام شخص عادي ، لكن هذا ليس الموضوع الآن ) ، وتحاول دونا ( آنا ) مع خطيبها دون ( أوتافيو ) للإيقاع به دون جدوى .

ويمر دون ( خوان ) بضريح قائد عسكري ( غير أبى الفتاة طبعا ) ، فيسمع صوتا من تمثاله المنتصب فوق الضريح يحذره من عواقب أفعاله مع ( بنات الناس ) ، وينذره بالعقاب ؛ لكن دون ( خوان ) ـ طبعا ـ لا يبالي بالتحذير ، ويسخر من التمثال داعيا إياه لتناول العشاء معه !

لكن دون ( خوان ) يتلقى مفاجأة غير متوقعة عندما يرى التمثال الحجري ـ وقد دبت فيه الحياة ـ يأتيه إلى داره ملبيا الدعوة ، بل ويمد يده الحجرية إليه أيضا طالبا أن يكون هو صاحب ( العزومة ) ، فيمد دون ( خوان ) يده بدوره إلى اليد الحجرية ، ليكتب بذلك السطر الأخير في حياته ، فلم يتركه التمثال بعد ذلك أبدا ، وتُفتح الأرض كاشفة عن حفرة تستعر فيها النيران ، يسحب التمثال دون ( خوان ) من خلالها إلى المكان الذي دعاه إليه : الجحيم وبئس المصير !

نهاية محزنة ، خاصة بالنسبة لهؤلاء الذين يتخذون من دون ( جوان ) ـ الذي لا يعرفونه ـ مثلا أعلى لهم ؛ لكن ماذا أفعل ؟

ما على الرسول إلا البلاغ على أية حال !