حـيـاتـنـا .. حـقـل تـجـارب

مشاعر أشعر بها في أعماق القلب
لم يشعر بها ولم يعانيها إلا من عاش بها
وتجرَّع طعم قسوتها المُر
لن يعيها إلا من عاش فيها يوماً بيوم
شهراً بعد شهر
سنة بعد سنة ..

هي (( أخطاؤنا )) ..

فهل هناك أحد منا لم يشعر قط أن الدنيا قد هزمته؟
وهل هناك أحد منا لم يتمن أن يرحل بعيداً هرباً
من متاعبه ومشاكله على أمل أن تنتهي بهروبه منها؟

بل ما من شخص لم يمر بتجربة فاشلة
خرج منها بجرح وألم فخرج منها بيأس
شديد وندم أشد الندم ..

وما هي أكبر غلطة ارتكبتها بحياتك؟
ولماذا ندمت عليها؟
وهل استطعت أن تصلح ما يمكن إصلاحه؟



كثيرة هي القرارات التي نتخذها بحياتنا ..
والأكثر منها تلك التجارب التي نخوضها ..

هل تنتهي الحياة عندما نخطيء ؟!
من منا جعل من أخطاءه طريقاً معبداً
أوصلته لطرق لم يكن يعرفها فصنع منها
حياته الآن ؟!
من منا ابتلعته الحياة لأنه كان يخاف من
تلك التي هي أبعد من مد بصره ؟!

بالمقابل
من منا ابتلع الحياة لأن منهجه
في الحياة هي ما وراء مد بصره ؟!
من منا قتلته أخطاؤه لأنه لم يصل لما
يريد بالضبط ؟!



فكل إنسان معرض للخطأ ..
فليس هناك إنسان معصوم من الخطأ ..
لكن هناك بعض الأشخاص عندما يخطئون
يعتبرون هذا الخطأ نهاية حياته ..
ولا يحاولون تصحيح هذا الخطأ ..
بل يكررونه مرة أخرى ..

ليس من العيب أن يخطيء الإنسان ..
لكن العيب ألا يتعلم من خطئه ويكرره
مرة أخرى ..

فالحياة لا تنتهي عندما يخطيء الإنسان ..
بل العكس يتعلم الإنسان من خطئه فلا يكرره ..
فهذه الأخطاء ليست إلا تجارب تثري خبرتنا
في الحياة ..

فلو لم نخطيء لما علمنا أن ما فعلناه خطأ ..
ولأصبحنا غير قادرين على التفريق بين
الصواب والخطأ فربما تكون هذه بداية مجد
قادم لك ..

وربما هو جهاز إنذار لك لتغير نهجك وطريقة
تعاملك ونظرتك للأمور لتنجح في الحياة ..!



فالخطأ ليس نهاية الحياة والكون ..
فليس هناك إنسان كامل ..
حتى الرسل لم يكونوا معصومين من
الخطأ ..

فكيف بنا نحن البشر العاديين ؟
ولذلك يجب أن نجعل أخطاءنا بداية لحياة
جديدة ناجحة ودافعاً للاستمرار في حياتنا ..

حياتنا اليومية ليست إلا حقل تجارب ..
كلما زاد تعرضنا لهذه التجارب
زادت خبرتنا في الحياة
مهما بلغنا الدقة في شرح التجربة
لن يستطيع غيرنا أن يدرك معناها كما
يدركها من عاشها وجربها ..

فعندما نعيش تجربة ما
هل نؤمن بأن الألم ليس سوى تجربة
نمر بها أم أنها ضريبة ندفعها حتى نتعلم
من التجربة التي نعيشها ؟
هل يمكن للألم أن يتحكم فينا ويسيطر
على حياتنا؟



إذن في نهاية الأمر استطعتُ أن أفهم
أن الحياة مدرسة ونحن تلاميذها ..

ومن خلال تجاربي تعلمتُ ان دوام الحال
من المحال ..

وأن الحياة يوم لنا ويوم علينا ..
وأن اللجوء إلى الله وحده هو الذي بيده
تفريج الهم وكشف الضر ..

وإن الحزن يميت القلب ..
ومهما حزنت على أي ضرر أصابني
فهذا لم يحل المشكلة التي أنا فيها ..

فمهما اعتلا الحزن فلابد من الفرج
في النهاية ..

وتعلمت ألا أنساق بعواطفي ..
وتحمل المسؤولية والتحكم بأعصابي ..